Menu

حين تتحول منظمة "هيومان رايتس ووتش" إلى أداة لتسويق الرواية الصهيونية

عليان عليان

عليان عليان

 تابعت كغيري من المراقبين والمواطنين، ما ورد في تقرير منظمة " هيومان رايتس ووتش" بشأن اتهام حماس وفصائل المقاومة، بارتكاب جرائم حرب ضد المستوطنين في هجوم السابع من أكتوبر 2023 ، دون استناد إلى أدلة مادية حسية ،ما يؤكد مجددًا أن هذه المنظمة باتت تتخندق في خندق الدوائر الصهيونية، وأن ما ورد في هذا التقرير كتب بأيادٍ صهيونية أو متصهينة ، ويعيد إلى الأذهان تقريرها المفبرك  غداة قصف طيران العدو الصهيوني مستشفى المعمداني في قطاع غزة في 17 كتوبر 2023 ، حين  راحت تروج لأكذوبة  انحراف صاروخ فلسطيني عن هدفه ، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من أبناء قطاع غزة الذين لجأوا إلى المستشفى ومحيطه.
وفي ضوء القراءة المتفحصة لما ورد في التقرير ، لا بد من  الإشارة إلى ما يلي :
1-أن ما تضمنه التقرير من مغالطات وأكاذيب ، محاولة بائسة ومكشوفة لصرف أنظار العالم  عن  مجازر الإبادة الجماعية،  التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي راح ضحيتها ما يزيد على   (120) ألف شهيد وجريح  معظمهم من النساء والأطفال ، ويتجاهل  عن عمد عمليات التدمير المنهجي للمباني  وللمؤسسات التعليمة والصحية والخدمية ، بما فيها مدارس وكالة الغوث والمؤسسات الدولية التي ترفع علم الأمم المتحدة.
2- إن  المغالطات والافتراءات   التي تضمنها التقرير ، محاولة بائسة لن يكتب لها النجاح  لفك العزلة  الدولية والشعبية عن الكيان الصهيوني ، الذي بات ينظر إليه ككيان عنصري فاشي منبوذ ، ناهيك أن التقرير يتوقف فقط عند أحداث يوم السابع من أكتوبر  ، ويتجاهل الحرب الصهيو أميركية  الإجراميىة على قطاع غزة على مدى (286)  يوماً ، والتي ألقى خلالها العدو الصهيوني (80) ألف طن من القذائف ،  أي ما يزيد على مفاعيل ثلاث قنابل ذرية كتلك التي  ألقيت على مدينتي هيروشيما ونكازاكي   خلال الحرب العالمية الثانية.
3- يتجاهل التقرير حقيقة أن وسائل الإعلام الصهيونية، وشهادات ضباط صهاينة ،  كشفت حقيقة " أن من ارتكب  الجرائم المزعومة في ذلك اليوم ، هو جيش الاحتلال الذي عمل على تنفيذ مبدأ هانيبال " قتل الآسر والمأسور " ناهيك أن  شهادات الصهاينة أنفسهم كشفت مؤخراً عن فرية قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء  التي  جرى الترويج لها .
4- ويتجاهل التقرير موقف الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غونتيرتش" الذي اعتبر ما يجري في قطاع غزة جرائم حرب وإبادة جماعية ، والذي اتهمته حكومة العدو "باللاسامية" ، وتجاهل موقف مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز ، التي لم تتوقف عن وصف ما يدور في قطاع غزة  بإنه إبادة جماعية، وأنها  تلقت تهديدات عدة، بسبب تقريرها عن جرائم الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.
5- وتجاهل  التقرير موقف محكمة العدل الدولية  التي طالبت حكومة العدو الصهيوني  للمرة الثالثة، باتخاذ التدابير الاستثنائية، لمنع الاستمرار بأعمال الإبادة الجماعية ، وتجاهل موقف المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، الذي طالب هيئة المحكمة باستصدار قرار  يقضي بتوقيف كل من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه "يو آف غالانت" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
6-   إن ما ورد في التقرير عن إصابة  مستوطن بحروق وتأثر الحالة النفسية لإحدى النساء  في أحداث السابع من أكتوبر ، وغير ذلك من الترهات، أمر يدعو للسخرية،  ويكشف حقيقة هذه المنظمة بأنها باتت مرتهنة للكيان الصهيوني  وبوقاً للدعاية الصهيونية ، إذ كيف لها أن تروج لهذه الأكاذيب ،وتتجاهل جرائم الإبادة الجماعية ، التي ارتكبتها قوات الاحتلال  على مدى  عشرة شهور  ، إن على صعيد قتل وإصابة عشرات الألوف من أبناء شعبنا ، أو على صعيد حرب التجويع  وهدم 70 في المئة من أبنية ومنازل قطاع غزة ، وتدمير  البنية التحتية  الخدمية  والصحية والتعليمية في القطاع .
7- يتباكى التقرير على الأسرى  الصهاينة لدى المقاومة ، ويطالب الدول  التي لها علاقة بفصائل المقاومة مثل   قطر وإيران وتركيا ، أن تضغط على حماس وفصائل المقاومة للإفراج عنهم  ، ويتجاهل  حقيقة أن آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال  يعانون الأمرين من تعذيب يومي  ومن تجويع  وإهمال طبي متعمد ، ووصلت إلى حد بتر أطراف العديد منهم  في  سجن "سدي تيمان" في النقب ، واستشهاد العشرات منهم .
كما يتجاهل التقرير حقيقة المعاملة الحسنة ،التي لقيها الأسرى الصهاينة، الذين جرى الإفراج عنهم في صفقة تشرين ثاني 2023 ، باعتراف الأسرى أنفسهم  ، حين راح يتحدث عن أعمال تعذيب وسوء معاملة من قبل فصائل المقاومة  بحق  الأفراد  الذين أسرتهم .
وأخيراً  : فات  المنظمة المذكورة  التي تدعي  أنهى منظمة حقوق  إنسان ، أن تدرك أن ما قامت به  كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة ، في السابع من أكتوبر  2023 ، أمر مشروع رداً على الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبعة عشر عاماً ، ورداً على خمسة وسبعين عاماً من المعاناة والتشريد ، ويكتسب مشروعيته القصوى في إطار معركة التحرر الوطني الذي تخوضها فصائل المقاومة من أجل تحرير فلسطين بالاستناد إلى العمق الشعبي العربي وحلفاء المقاومة  في المنطقة.
كما أن ما جاء في التقرير المنحاز بالمطلق للكيان  الصهيوني ، والذي لقي ترحيباً من الدوائر الصهيونية ومن الاعلام الأمريكي ، لم يأت على ذكر الرواية الفلسطينية التي تفند الأكاذيب التي جرى ترويجها منذ السابع من أكتوبر وحتى اللحظة ، يقتضي من  فصائل المقاومة ومن الكتاب والمثقفين الفلسطينيين والعرب ، ومن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والعربية   والصديقة،  التشبيك مع الجهات المناظرة، ومع مجلس حقوق الإنسان ،لإدانة هذه المنظمة وعدم التعامل معها ، بعد أن تحولت إلى أداة طيعة لخدمة العدو الصهيوني ورواياته الزائفة وتسير بعكس التيار الجارف  الذي يسود قارات العالم ، الرافض للسردية الصهيونية والمؤيد لمخرجات  السابع من أكتوبر ، وعلى رأسها رفع شعار " الحرية لفلسطين من النهر إلى البحر".